سرشناسه : قرشي، باقر شريف، 1926 - م.
Qarashi, Baqir Sharif
عنوان و نام پديدآور : الاخوه الاسلاميه في منظار ائمه اهل البيت عليهم السلام/تاليف باقر شريف القرشي.
مشخصات نشر : تهران: مشعر، 1386.
مشخصات ظاهري : [56] ص.
شابك : 4000 ريال:978-964-540-050-5
وضعيت فهرست نويسي : فيپا
يادداشت : عربي.
يادداشت : كتابنامه.
موضوع : برادري -- جنبه هاي مذهبي -- اسلام
موضوع : برادري -- جنبه هاي مذهبي -- اسلام -- احاديث
موضوع : احاديث اخلاقي -- قرن 14
رده بندي كنگره : BP254/1/ق4الف3
رده بندي ديويي : 297/65
شماره كتابشناسي ملي : 1083758
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
ص: 5
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَة مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.
ص: 6
إلى كلّ مَن يعمل بوعي وإخلاص لجمع كلمة المسلمين، وإشاعة المودّة بينهم، وإذابة النعرات الطائشة التي تفرّق ولا توحِّد، وتشتّت ولا تجمع ..
أرفع لهم هذا المجهود آملًا أن يجدوا فيه الفائدة والمتعة، وهو ما أتمنّاه.
المؤلِّف
ص: 7
أمّا الهويّة التي تتحدّد بها شخصيّة الإنسان المسلم، ويمتاز بها عن غيره، وتكون وساماً له، فقد وضع خطوطها وبرامجها الرسول محمّد (ص) في حديثه المتواتر، والمجمع على صحّته بين جميع الفِرق والطوائف الإسلاميّة، وهو:
«لا إله إلّا الله، محمّدٌ رسول الله (ص)»
. فمن نطق بهذه الكلمة المشرقة فقد تحلّى برداء الإسلام، وجرت عليه جميع أحكامه.
وقد أعلن النبيّ (ص) هذا الشعار حينما دخل مكّة فاتحاً لها، فسارعت قريش التي ناهضت الإسلام ودانت بالإلحاد
ص: 8
إلى النطق بها، وعلى رأسهم الجاهلي أبو سفيان عميد الأمويّين، نطقوا بهذه الشهادة صيانةً لدمائهم، وحفظاً على أرواحهم.
إنّ النطق بالشهادتين هو المعيار في دخول الإنسان في حضيرة الإسلام، وتجري عليه جميع أحكامه من العقود والإيقاعات، والواجبات والمحرّمات، ومن حقوقه التي يتمتّع بها:
إنَّ الإسلام أسدى على معتنقيه صيانة دمائهم، فلا يجوز سفكها إلّا بالحقّ، ويكون مهدور الدم إذا اقترف ما يلي:
إذا تعدّى الإنسان المسلم على شخص مُصان دمه فقتله، فإنّه يقتصّ منه إن أراد وليّ الدم القصاص منه،
ص: 9
ولم يرض بالدية.
ففي هذا المورد تسقط حرمة دمه، وأمّا في غيره فلا سبيل لسفك دمه.
يتمتّع الإنسان المسلم بصيانة تامّة لأمواله المنقولة وغير المنقولة، فله أن يتصرّف فيها حسب ما يشاء من البيع والإجارة والهبة والوقف وغير ذلك، وله أن يقيم وكيلًا عنه في التصرّف في أمواله حسب رغباته، وعلى الوكيل مراعاة وكالته وأن لا يتجاوزها، فلو وكّله على إجارة عقاره، فليس له أن يبيعه.
يحجر على أموال فريق من الناس، ويمنعون من التصرّف فيها، وذلك فيما يلي:
ص: 10
المدين للغير إذا امتنع من أداء دَينه إلى الغير، أو كان في ذمّته مال لغيره، وكان متمكِّناً من أدائه، فللدائن أن يرفع دعواه إلى الحاكم الشرعي، فإذا دعاه وامتنع فإنّه يحجر على أمواله ويبيعها إن لم يكن عنده من الأموال ما يفي به دَين الشخص.
يحجر على أموال السفيه، ويُمنع من التصرّف فيها صيانةً واحتراماً للأموال، ويُعطى منها ما يسدّ حاجته، وذلك بأمر من الحاكم الشرعي.
وهذه بحوث فقهيّة ذكرناها استطراداً نظراً لتعلّقها جزئيّاً بالبحث.
من الحقوق التي يتمتّع بها الإنسان المسلم المواريث،
ص: 11
فهو يرث ويورِّث، إلّا أن يكون وارثه غير مسلم فلا يرثه، والميراث حسب ما قرّره الشارع.
وتجري على الإنسان المسلم جميع أحكام الزواج في الإسلام، وما قرّره الشرع له، وما أباحه وحرّمه عليه.
هذه بعض الحقوق لمن حمل الهويّة الإسلاميّة من جميع الفِرق والطوائف.
وتحدّث سليل النبوّة، وعملاق الفكر الإسلامي، الإمام الصادق (ع) في كوكبة من أحاديثه عن الهويّة الإسلاميّة، وعن الفرق بينها وبين الإيمان، وهذه شذرات منها:
1- روى سماعة، قال: «قلت لأبي عبدالله (ع): أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان؟
فقال (ع):
الإيمانُ يُشارِكُ الإسلامَ، والإسلامُ لا يُشارِكُ الإيمانَ.
ص: 12
وراح سماعة قائلًا: صفهما لي:
فأجابه الإمام:
«الإسلامُ شهادةُ أن لا إله إلّا الله [تعالى]، والتّصديقُ برسولِ الله (ص)، وَبِهِ حُقِنَت الدِّماءُ، وَعَلَيهِ جَرَتِ المَناكِحُ وَالمواريثُ، وعلى ظاهِرهِ جَماعَةُ الناسِ.
وَالإيمانُ الهُدى، وَما يَثبُتُ في القُلوبِ مِن صِفةِ الإسلامِ، وَما ظَهَرَ مِنَ العَمَلِ بهِ، وَالإيمانُ أرفعُ مِنَ الإسلامِ بِدَرَجَة، إنَّ الإيمانَ يُشارِكُ الإسلامَ فِي الظاهِرِ، وَالإسلامَ لا يُشارِكُ الإيمانَ فِي الباطِنِ، وَإن اجتَمَعا في القولِ وَالصِّفَةِ»(1).
2- قال (ع):
«الإسلامُ يُحقَنُ بهِ الدَّمُ، وتُؤدّى بِهِ
ص: 13
الأَمانَةُ، وتُستَحَلُّ بهِ الفُروجُ، وَالثَّوابُ على الإيمانِ»
(1).
وكثير من أمثال هذه الأحاديث اثرت عن أئمّة الهدى (ع)، وقد حدّدت الإسلام، ونصّت على الفرق بينه وبين الإيمان، الذي إذا استقرّ في أعماق النفس فإنّها تكون في صلابتها وإيمانها كزبر الحديد، وكان ذلك من السمات البارزة في أئمّة أهل البيت (ع)، فقد خاضوا الأهوال والمصاعب في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلّا الله، وبهذا ننهي الحديث عن الهويّة الإسلاميّة.
الاخوّة الإسلاميّة مودّةٌ ورحمةٌ ورأفة، ومواساة في السرّاء والضرّاء، لاتخضع لحدود الوطن، ولا لعنصر ولا لقبيلة أو اسرة، ولا لأيّ حاجز من الحواجز المصطنعة التي يُقيمها
ص: 14
الناس في الأرض، إنّها امتداد ذاتي للعقيدة الإسلاميّة القائمة في أعماق القلوب، لا تتغيّر ولا تتبدّل، إنّها من العناصر المقوّمة للحياة.
الاخوّة الإسلاميّة وحدة لا تعدّد ولا تشتّت فيها، قد ازدهرت بها الحياة الإسلاميّة في عصورها الاولى، فكان المسلم يقسّم داره نصفين، فيُعطي نصفاً منها لأخاه المسلم الذي لا يجد داراً لسكناه، وكذلك كان يشاركه في لقمة العيش.
وقد استطاع المسلمون بهذه الروح الزكيّة أن يسيطروا على معظم أنحاء العالم، ويحملوا لهم أسمى القيم والمبادئ، وتدين لهم الامم والشعوب بالولاء والإكبار.
ونعرض لما اثر عن أئمّة الهدى (ع) من أحاديث في الاخوّة الإسلاميّة، وما ينبغي أن يتحلّى به الإنسان المسلم من صفات كريمة، وغير ذلك ممّا يرتبط بها من شؤون:
ص: 15
وتظافرت الأخبار عن مصابيح الإسلام، ومنابع الحكمة، أئمّة أهل البيت (ع) في سموّ الاخوّة الإسلاميّة، وعظيم شأنها، منها:
1- قال الإمام الصادق (ع):
«المُؤمِنُ أخو المُؤمِنِ كَالجَسَدِ الواحِدِ إنِ اشتَكى شَيئاً وَجَدَ ألَمَ ذلك في سائِرِ جَسَدِهِ، وأَرْواحُهُما مِن رُوحٍ واحِدَةٍ، وإنَّ رُوحَ المُؤمِنِ لأَشَدُّ اتِّصالًا بِرُوحِ اللهِ مِنِ اتّصالِ شُعاعِ الشَّمْسِ بِها»
(1).
أرأيتم هذا الوسام الذي منحه سليل النبوّة إلى الاخوّة الإسلاميّة، فالمسلم أخو المسلم، وهما كنفس واحدة ليست بينهما أيّة فواصل.
2- قال الإمام الصادق (ع):
«المُؤمِنُ أخو المؤمِن، عَيْنُهُ
ص: 16
وَدَليلُهُ، لا يَخُونُهُ، وَلا يَظْلِمُهُ، وَلا يَغُشُّهُ، وَلا يَعِدُهُ عِدَةً فيُخلِفَهُ»
(1).
لقد أقام الإمام الاخوّة الإسلاميّة على أساس وثيق من المودّة والرحمة، ونزّهها عن الخيانة والخذلان.
3- قال الإمام الصادق (ع) أيضاً:
«أخُوكَ المؤمِنُ أمانَتُكَ، فَاحْفَظِ الأَمانَةَ تَنالُ خَيْرَ الجَزاءِ»
(2).
انظروا إلى هذا الاهتمام البالغ بالترابط بين المسلمين حفظاً على الوحدة الإسلاميّة واتّحاد الكلمة.
لقد جهد أئمّة أهل البيت (ع) على جمع كلمة المسلمين، وشيوع الالفة والمودّة بينهم، وفي طليعتهم سيّد العترة الإمام أمير المؤمنين (ع)، فقد تحمّل المحن الشاقّة والعسيرة، وخلد إلى الصبر حينما تقمّص الخلافة غيره، ومحلّه منها محلّ القطب من الرّحى- على حدّ تعبيره- فقد
ص: 17
آثر مصلحة المسلمين على كلّ شي ء.
ينبغي للمسلم أن يتحلّى بالصفات الرفيعة والمُثل الكريمة ليكون قدوة في سلوكه إلى الغير، وقد أدلى الإمام الصادق (ع) بكوكبة من أحاديثه عن تلك الصفات، كان منها:
1- قال (ع):
«يَنبغي لِلمؤمنِ أَن يكونَ فيه ثَمان خِصالٍ: وَقُوراً عند الهزاهِزِ
- أي الفتن-
صَبُوراً عِندَ البلاء، شكوُراً عِندَ الرَّخاءِ، قانِعاً بما رَزَقَهُ اللهُ تعالى، لا يَظلِمُ الأَعْداءَ، ولا يَتَحامَلُ لِلأَصْدِقاءِ، بَدَنُهُ مِنْهُ في تَعَبٍ والنّاسُ مِنهُ في راحَةٍ.
إنَّ العِلْمَ خليلُ المؤمنِ، والحِلْمَ وَزيرُهُ، وَالعَقلَ أميرُ جُنودِهِ، وَالرِّفقَ أخُوهُ، والبِرَّ والِدُهُ»(1).
ص: 18
إنّ مَنْ يتّصف بهذه الصفات الرفيعة فقد ارتقى إلى أرقى مستويات الشرف والكمال.
2- ووصف الإمام الصادق (ع) الإنسان المسلم بحديثه التالي، قال (ع):
«في المؤمِنِ ثَلاثُ عَلاماتٍ: إذا حَدَّث صَدَق، وَإذا ائْتُمِنَ أَدَّى الأَمانَةَ، وَإذا وَعَدَ أَنْجَزَ وَعْدَهُ»
(1).
هذه الصفات التي يريد الإسلام أن يتزيّن بها المسلم ليكون مثالًا للإنسانيّة الكاملة وعنواناً للإسلام.
3- أدلى الإمام الصادق (ع) بحديث له عن المُثل العُليا التي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها.
قال (ع):
«المُؤمِنُ حليمٌ لا يَجهلُ، وإنْ جُهِلَ عليه يَحلم، ولا يَظلِمُ، وإن ظُلِمَ غَفَرَ، ولا يبخَلُ، وإن بُخِلَ عَليهِ صَبَر»
(2).
ص: 19
إنّ الإنسان إنّما يسمو بهذه النزعات الشريفة التي تشبّهه بالملائكة طهارةً وقداسةً وروحانيّة.
إنّ للمسلم على أخيه المسلم حقوقاً ينبغي له مراعاتها والقيام بها، حفظاً لوحدة المسلمين، وجمعاً لكلمتهم، وإشاعةً للتآلف والمحبّة بينهم، وقد اهتمّ بها أئمّة أهل البيت (ع)، وأكّدوا على ضرورتها، اسمعوا ما قاله سليل النبوّة الإمام الصادق (ع)، فقد أكّد ذلك في كوكبة من أحاديثه منها:
1- قال (ع):
«لِلْمُؤمنِ عَلى أَخيهِ المؤمِنِ سَبْعةُ حُقوقٍ واجِبَة لَهُ مِنَ اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ- وَاللهِ سائِلَهُ عَمّا صَنَعَ فيها: الإجلالُ لَهُ في عَيْنِهِ، وَالوِدُّ لَهُ في صَدْرِهِ، والمواساةُ لَه في مالِهِ، وَأن يُحِبَّ لَهُ ما يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ، وَأنْ يُحَرِّمَ غيبتَهُ، وأن يَعُودَهُ في مَرضِهِ، وَيُشَيِّعَ جَنازَتَهُ، وَلا
ص: 20
يَقُولُ فِيه بَعْدَ مَوتِهِ إلَّا خَيراً»
(1).
وهذه الحقوق تؤلّف ما بين القلوب والعواطف، وتجمع المسلمين على صعيد المحبّة والإخاء.
2- سأل المعلّى بن خنيس الإمام الصادق (ع) قائلًا:
ما حقّ المؤمن على المؤمن؟
فقال (ع):
سَبْعُ حُقوقٍ واجِباتٍ، ما فيها حقٌّ إلّا وَهُوَ واجِبٌ عَلَيه.
وانبرى المعلّى قائلًا:
جعلت فداك، ما هي؟
وخشي الإمام على المعلّى أن لا يقوم بها ولا يؤدّيها قائلًا له:
يا مُعلّى، إنّي شفيقٌ عليك أخشى أن تُضيِّعَ وَلا تَحفَظَ، وَتَعْلَمَ وَلا تَعْمَلَ.
ورأى الإمام تعطّش المعلّى إلى معرفتها، فأدلى بها قائلًا:
ص: 21
أيسَرُ مِنها أنَ تُحِبَّ لَه ما تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتكْرَهَ لهُ ما تَكْرَهُ لِنَفسِكَ، وَهذا هُوَ أوّلُ الحقُوقِ.
وَالحقُّ الثاني: أن تَمشي في حاجَتِهِ، وَتبتغي رِضاهُ، وَلا تُخالِفُ قَولَهُ.
وَالحَقُّ الثالِثُ: أن تَصِلَهُ بِنَفسِكَ وَمالِكَ وَيدِكَ ورِجلِكَ وَلِسانِكَ.
والحقُّ الرابِعُ: أن تكوُنَ عَيْنَهُ ودليلَهُ ومِرآتَهُ وَقَمِيصَهُ.
وَالحقُّ الخامِسُ: أَن لا تَشْبَعَ وَيَجُوعُ، ولا تَلبِسَ وَيَعرى، ولا تَروى ويَظْمَأُ.
والحقُّ السادِسُ: أَن يكونَ لَكَ امْرَأَةٌ وَخادِمٌ، وَليس له امرأةٌ ولا خادِمٌ، أَن تَبعَثَ خادِمَكَ فَتَغْسِلَ ثيابَهُ، وتَصْنَعَ طَعامَهُ، وَتُمَهِّدَ فِراشَهُ، فَإنَّ ذلك كُلَّهُ إنّما جُعِلَ فيما بَيْنَكَ وَبَينَهُ.
وَالحقُّ السابِعُ: أَن تُبِرَّ قَسَمَهُ، وَتُجيبَ دَعْوَتَهُ، وَتَشْهَدَ جَنازتَهُ، وَتَعُودَهُ في مَرَضِهِ، وتَشْخَصَ بدَنَكَ في قضاءِ
ص: 22
حاجَتِهِ، فَإذا فَعَلْتَ ذلِكَ بِهِ وَصَلْتَ وَلايَتَكَ بِوَلايَتِهِ، وَوَلايَتَهُ بِوَلايَةِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ»(1).
وهذه الحقوق السبع من أسمى ما شُرِّعَ في الإسلام لضمان وحدة المسلمين وتضامنهم.
3- قال (ع):
«إنَّ الله تعالى فرضَ على المؤمِنِ أَنْ لا يُفشي لأَخِيهِ سِرّاً، وَلا يَهْمِلُ لَهُ أَمراً، وَلا يُوغِرُ لَهُ صَدراً، وَلا يُضمِرُ له شَرّاً، ولا يُحوِجُهُ إلى عُذْر»
(2).
وأنت ترى في هذه الحقوق خير ضمان إلى وحدة المسلمين وجمعهم على صعيد المحبّة والالفة.
4- قال (ع):
«حقُّ المؤمنِ على أخيهِ المؤمِن مواساتُهُ في الموتِ والحياةِ»
(3).
أمّا مواساته في الحياة فهو البرّ به، والإحسان إليه،
ص: 23
والقيام بشؤونه، وقضاء حوائجه، وأمّا مواساته في الموت فهو: الترحّم عليه، والتصدّق عنه، وقراءة القرآن وإهداء ثوابه له، وغير ذلك من ألوان المبرّات.
إنّ هذه الحقوق التي أدلى بها الإمام الأعظم من أعظم الوسائل في وحدة المسلمين وجمع كلمتهم، وإذا طبّقها المسلمون على واقع حياتهم فتسدّ كلّ ثغرة يسلك منها العدوّ لتمزيق شملهم وتصديع كلمتهم.
إنّ جميع الأسباب التي تؤدّي إلى إشاعة الحبّ والمودّة بين المسلمين قد ندب إليها أئمّة أهل البيت (ع) ودعوا لها، وكان منها:
حثَّ أئمّة أهل البيت (ع) على التراحم والتعاطف بين المسلمين؛ لأنّه يؤدّي إلى تماسكهم وترابطهم، اسمعوا قول
ص: 24
الإمام الصادق (ع):
قال (ع) لأصحابه:
«اتّقوا الله تعالى، وكُونوا إخوةً برَرَةً مُتحابّين في الله، متواصلين، مُتراحمين، تَزاوروا، وتَلاقُوا، وتَذاكروا أمرَنا وأحيوهُ»
(1).
أرأيتم هذه الوصايا القيّمة التي تجمع المسلمين على صعيد المودّة والرحمة.
وقال الإمام الصادق (ع) في حديث آخر:
«يحِقُّ على المسلمين الاجتهادُ في التواصل والتعاون على التعاطُفِ، والمواساةُ لأهل الحاجةِ، وتعاطُفُ بعضهم على بعض، حتّى تكونوا كما أمرَكمُ الله عزّ وجلّ
(رُحماءُ بَيْنَهُمْ
)، مُتراحمين، مُغتمّين لما غابَ عنكم من أمرِهِم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهدِ رسول الله (ص)»
(2).
ص: 25
أرأيتم هذه التعاليم الرفيعة التي أدلى بها سليل النبوّة، وهي تحفظ المسلمين من التصدّع، وتجعلهم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً.
وقال الإمام الصادق (ع) لأصحابه:
«تواصَلوا وتبارّوا وتراحَموا وتعاطَفوا»
(1).
إنّ المجتمع الإسلامي لو أخذ بهذه التعاليم، وطبّقها على واقع حياته الاجتماعيّة لكانوا يداً واحدة، وانسدّت جميع الثغرات أمام أعدائهم وخصومهم، فإنّ التعاون والتآزر من أوثق الأسباب في التكافل الاجتماعي.
من الأسباب الوثيقة في ترابط المسلمين وتماسكهم تزاور المسلمين فيما بينهم، فإنّه يعقد أواصر المحبّة بينهم، وهذه بعض الأخبار التي اثرت عن أئمّة العدل والتقوى:
ص: 26
قال الإمام أمير المؤمنين (ع):
«لِقاءُ الإخوانِ مَغْنَمٌ جَسِيمٌ، وَإن قَلُّوا»
(1).
وأيّ مغنم أعظمُ وأكثر عائدة من اجتماع الكلمة، ووحدة الصفّ، وإشاعة المودّة والالفة.
وأوصى الإمام أبو جعفر الباقر (ع) خيثمة أن يبلّغ شيعته بهذه الوصيّة القيّمة:
«أبْلِغْ مَن تَرى مِن مَوالينا السَّلام، وَأَوصِهِم بِتَقْوى اللهِ تعالى، وَأَن يَعُودَ غَنِيُّهُم عَلى فَقِيرِهِم، وَقوِيُّهُم عَلى ضَعيفِهِم، وَأَن يَشْهَدَ حَيُّهُمْ جَنازَةَ مَيِّتِهِم، وَأَن يَتَلاقوا في بُيوُتِهِم، فإن لَقِيا بَعْضُهُم بَعضاً حياةً لأَمرِنا، رَحِمَ اللهُ عبداً أَحيا أمرَنا»
(2).
حفلت هذه الوصيّة بالقيم الكريمة التالية، وهي:
1- تقوى الله تعالى، وهي التي تعصم الإنسان من
ص: 27
اقتراف الجرائم والذنوب.
2- مساعدة الأغنياء للفقراء، والبرّ بهم، فإنّها توحِّد الكلمة، وتوحّد ما بين المشاعر والعواطف.
3- الحضور في جنائز الموتى من المسلمين، فإنّها ذات أثر في تخفيف لوعة المصاب عن ذوي الميّت، وتوجب الترابط والتماسك بين المسلمين.
4- ملاقاة بعض المسلمين لبعض، فإنّ فيه حياة لأمر أهل البيت (ع)، وذلك فيما إذا كان الحديث المتبادل هو ذكر مآثر أهل البيت وآدابهم.
أوصى الإمام الصادق (ع) شيعته بالتزاور فيما بينهم بقوله:
«تَزاوَرُوا فإنَّ في زِيارتِكُم إحياءً لقُلوُبِكُمْ، وذِكْراً لأَحاديثنا، وَأحاديثُنا تُعَطِّفُ بَعْضَكُم عَلى بَعْضٍ، فَإنْ أخَذْتُم بِها رَشَدْتُم وَنَجَوتُم، وَإن تَرَكْتُموُها ضَلَلْتُم وهَلَكْتُمْ، فَخُذُوا بِها وَأنَا بِنَجاتِكُم زَعِيمٌ»
(1).
ص: 28
في هذا الحديث الشريف بعض النقاط والفوائد المهمّة في الزيارة، هي:
1- إنّ في زيارة بعض المسلمين لبعض إحياء لقلوبهم، وذلك فيما إذا دار الحديث بينهم بتقوى الله تعالى، وذكر فضائل أهل بيت الوحي، فإنّ فيه حياة للنفوس، ورواءً للقلوب؛ لأنّهم (ع) المنهل لكلّ فضيلة وكرامة.
2- الحثّ على ذكر مآثر أهل البيت (ع) في الأندية والمجالس.
3- إنّ العمل بأحاديث أهل البيت (ع) منجى من الشرّ والإثم.
وكثير من أمثال هذه الأحاديث اثرت عن أئمّة التقوى، وهي تحثّ المسلمين على التزاور والتآلف وإشاعة المحبّة بينهم.
من العوامل التي تشدّ أواصر المحبّة بين المسلمين قضاء
ص: 29
الحوائج، وإسعاف المحتاجين، فإنّها من أعظم الوسائل في نشر المودّة بين المسلمين، وهذه بعض الأخبار:
قال النبيّ (ص) مؤكّداً على السعي في حوائج الناس:
«مَن مَشى في قَضاءِ حاجَةِ أخيهِ ساعَةً في لَيلٍ أو نَهارٍ قَضاها أو لَم يَقْضِها كانَ خَيراً منِ اعتِكافِ شَهرٍ»
(1).
قال الإمام أبو جعفر محمّد الباقر (ع) مخاطباً شيعته:
تَنافَسوا في الْمَعروفِ لإخوانِكُم، وَكُونُوا مِن أَهلِهِ، فَإنَّ لِلْجَنّةِ باباً يُقالُ لَه: المَعْروفُ، لا يَدْخُلُهُ إلّا مَنِ اصْطَنَعَ الْمَعروفَ في الحَياةِ الدُّنيا، فَإنَّ العَبْدَ لَيَمْشي في حاجَةِ أخِيهِ المؤمِنِ فيُوكِّلُ اللهُ تَعالى بِهِ مَلَكَين: واحِداً عَن يمينِهِ، وَآخَرَ عن شِمالِهِ، يَسْتَغْفِرانِ لَهُ ربَّهُ، وَيَدْعُوانِ لَهُ بِقَضاءِ حاجَتِهِ»
(2).
ففي هذا الحديث الترغيب في قضاء حوائج الناس، وما
ص: 30
أعدَّ الله تعالى من الأجر الجزيل للقائمين بذلك.
روى العبد الصالح صفوان الجمّال، قال: «كنت مع الإمام أبي عبدالله (ع) إذ دخل عليه رجل من أهل مكّة يُقال له ميمون، فشكا تعذّر الكراء عليه، فقال لي أبو عبدالله (ع):
«قُمْ فَأعِن أخاكَ»
. ومضى صفوان فقضى حاجته وسارع إلى الإمام، فالتفت إليه قائلًا:
ما صنعتَ في حاجةِ أخيك؟
قضاها الله بأبي أنت وامّي.
موجاتٌ من السرور داخلت الإمام، فشكره وقال له:
«أما إنّك إنْ تُعين أخاكَ المسلمَ أَحَبُّ إليَّ مِن طَوافِ اسبوعٍ بِالْبَيْتِ»
(1).
إنّ السعي في قضاء حوائج الناس من أهمّ الأعمال
ص: 31
الخيريّة التي ندب إليها الإسلام؛ لأنّها تعقد أواصر المحبّة بين المسلمين التي تستند إليها الاخوّة الإسلاميّة.
من أهمّ الأسباب الوثيقة التي تدعو إلى تماسك المسلمين: إغاثة الملهوفين ومواساتهم، وإدخال السرور عليهم، وقد تظافرت الأخبار عن أئمّة الهدى (ع) في الحثّ على ذلك، وهذه شذرات منها:
قال الإمام محمّد الباقر (ع):
«إنَّ أَحَبَّ الأعمالِ إلى اللهِ تَعالى إدخالُ السُّرورِ عَلَى المُؤْمِنِينَ»
(1).
وقال (ع):
«لا يَرى أَحَدُكُم إذا أَدخَلَ عَلى مُؤمِنٍ سُرُوراً أَنّهُ عَلَيْهِ أَدْخَلَهُ فَقَطْ، بَل وَاللهِ عَلَيْنا
- أي على أهل البيت-
بَلْ وَاللهِ عَلى رَسولِ اللهِ (ص)»
(2).
وحثَّ الإمام الصادق (ع) في كثير من أحاديثه على إغاثة
ص: 32
الملهوفين، وإزاحة ما في نفوسهم من همّ، وهذه بعض أحاديثه (ع):
«مَنْ نَفَّسَ عَن مُؤمِنٍ كُربَةً نفَّسَ اللهُ تَعالى عَنْهُ كُرَبَ الآخِرَةِ، وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ ثَلِجُ الفُؤادِ، وَمَن أطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللهُ تَعالى مِن ثِمارِ الجنَّة، وَمَن سَقاهُ شُربةً سَقاهُ اللهُ تَعالى مِنَ الرَّحيقِ المختُومِ»
(1).
وقال (ع) أيضاً:
«أيُّما مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً وَهُوَ مُعْسِرٌ يَسَّرَ اللهُ تَعالى لَهُ حَوائِجَهُ في الدُّنيا والآخِرةِ، ومَنْ سَتَرَ عَلى مُؤْمِنٍ عَورَةً يَخافُها سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ سَبْعينَ عَوْرَةً مِنْ عَوْراتِ الدُّنيا وَالآخِرة، واللهُ في عَونِ المؤمِنِ ما كانَ المؤمنُ في عَونِ أَخِيهِ، فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ، وارغَبُوا في الخيرِ»
(2).
أنظرتم إلى هذا الحثّ على إعانة المسلم ومواساته،
ص: 33
والستر على عوراته، وصيانة كرامته، والبرّ به، ومساعدته في البأساء والضرّاء، كلّ ذلك من أجل وحدة المسلمين وتضامنهم.
وعن الإمام الرضا (ع):
«مَنْ فَرَّجَ عَن مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللهُ تَعالى عَنْ قَلْبِهِ يَومَ القِيامَة»
(1).
وكثير من أمثال هذه الأخبار اثرت عن أئمّة أهل البيت (ع)، وهي تدعو المسلمين إلى إغاثة الملهوف، والإحسان إليه، وإزالة ما ألمّ به من محن الدُّنيا وبؤسها، وكلّ ذلك من صميم رسالة الإسلام.
هذه بعض العوامل التي ندب إليها الإسلام لإشاعة الحبّ والمودّة بين المسلمين.
نهى الإسلام عن جميع الأسباب التي تنشر العداوة
ص: 34
والبغضاء بين المسلمين، وهذه بعضها:
نهى الإسلام عن التقاطع والتباعد بين المسلمين، وقد تظافرت الأخبار في النهي عنه، وهذه بعضها:
نهى النبيّ (ص) في كثير من أحاديثه عن تقاطع المسلمين وتباعدهم، كان منها:
قال (ص):
«أيُّما مُسْلِمَينِ تَهاجَرا فَمَكَثا ثَلاثاً لا يَصْطَلِحانِ إلَّا كَانا خارِجَينِ مِنَ الإسلامِ، وَلَم يَكُن بَيْنَهُما وَلايَةٌ، فَأَيُّهُما سَبَقَ إلى كَلامِ أَخِيهِ كانَ السّابِقُ إِلى الجَنّةِ يَوْمَ الحِسابِ»
(1).
وقال (ص) أيضاً:
«لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثٍ»
(2).
ص: 35
لقد حرص النبيّ (ص) على وحدة المسلمين وشيوع المحبّة بينهم ليكونوا يداً واحدة على من سواهم.
والإمام الصادق (ع) عملاق هذه الامّة، ورائد نهضتها الفكريّة والحضاريّة قد نهى عن التقاطع والتباعد بين المسلمين، وهذه بعض أحاديثه:
قال (ع):
«لا يَفْتَرِقُ رَجُلانِ عَلَى الهِجرانِ إلّا استَوْجَبَ أَحَدُهُما البَرَاءَةَ واللَّعنَةَ، وَرُبَّما استَحَقَّ ذلِكَ كِلاهُما».
فانبرى إليه معتب- وهو من أصحابه- فقال له:
جعلني الله فداك، هذا الظالم، فما بال المظلوم؟
فأجابه الإمام:
«لأنّهَ لا يَدْعو أَخاهُ إِلى صِلَتِهِ، وَلا يَتَغامَسُ لَهُ عَنْ كَلامِهِ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: إِذا تنازعَ اثنانِ فعازَّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَلْيَرْجَعِ المَظلوُمُ إلى صاحِبِه حَتّى يَقُولَ لَه:
أَيْ أخي، أَنا الظالمُ حتّى يَقْطَعَ الهِجْرانَ بَيْنهُ وَبيْنَ صاحِبهِ، فَإنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالَى حَكَمٌ عَدْلٌ يأخُذُ
ص: 36
لِلْمَظلُومِ مِنَ الظالِمِ»
(1).
إنّ التقاطع يؤدّي إلى فصم عُرى الوحدة الإسلاميّة، وإلى انتشار البغضاء بين المسلمين، فلذا حرّمه الإسلام ونهى عنه أئمّة أهل البيت (ع)، وقد اثرت عنهم في ذلك أحاديث كثيرة.
من الأسباب التي تؤدّي إلى إشاعة الفرقة بين المسلمين عدم تعاونهم في شؤونهم، وعدم اجتماعهم على صعيد المحبّة، وقد نهى أئمّة أهل البيت (ع) عن ذلك في كثير من أحاديثهم.
ندب الإمام أبو جعفر (ع) إلى التعاون، ونهى عن عدمه، قال:
«مَن بَخِلَ بمعُونَةِ أَخِيهِ المُسْلِم وَالقِيامِ لَهُ في حاجَتِهِ إلّا ابتُلِيَ بِالْقِيامِ بمعُونَةِ مَن يَأْثَمُ عَلَيهِ
ص: 37
وَلا يُؤْجَرُ»
(1).
وحذّر الإمام الصادق (ع) من عدم تعاون المسلمين فيما بينهم، فقد قال لأصحابه:
ما لَكُمْ تَسْتَخِفُّونَ بِنا؟
فذعروا، وانبرى إليه شخص من أهل خراسان من شيعته فقال له: معاذَ الله أن نستخفّ بك أو بشي ء من أمرك.
فأجابه الإمام عن استخفافه قائلًا:
إنّك أحدُ مَن استخفَّ بِنا.
معاذ الله أن أستخفّ بك.
قال الإمام (ع) له:
«وَيْحَكَ! أَلَمْ تَسْمَعْ فُلاناً وَنَحْنُ بِقُرْبِ الجُحفَةِ يَقُولُ لَكَ: احمِلْني قَدْرَ ميلٍ فَقَدْ واللهِ أعْيَيْتُ، وَاللهِ ما رَفَعْتَ لَهُ رَأْساً، لَقَدِ استَخْفَفْتَ بهِ، ومَنِ اسْتَخَفَّ بِمُؤمِنٍ فَبِنَا
ص: 38
اسْتَخَفَّ، وَضَيَّعَ حُرمَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1).
أرأيتم هذا الاهتمام البالغ من الإمام (ع) بشأن التعاون بين المسلمين وكراهيّته لتركه الأمر الذي يؤدّي إلى انتشار البغضاء بين المسلمين.
من الأسباب التي تؤدّي إلى تصدّع شمل المسلمين، وإشاعة الكراهة بينهم: إيذاء بعضهم لبعض، واحتقار بعضهم لبعض، وذلك لما فيهما من الظلم والاعتداء، وقد أعلن القرآن الكريم حرمة ذلك، قال تعالى:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً(2).
وهذه بعض النصوص في التحريم:
ص: 39
قال رسول الله (ص):
«لا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُشِيرَ إلى أَخِيهِ بِنَظْرَةٍ تُؤْذِيهِ»
(1).
وقال (ص) أيضاً:
«المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ يَدِهِ وَلِسانِهِ»
(2).
وتظافرت الأخبار عن الإمام الصادق (ع) في حرمة إيذاء المسلم واحتقاره، منها:
«مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤمناً وَاحْتَقَرَهُ لِقلّةِ ذاتِ يَدِهِ وَلِفَقْرهِ شَهَّرَهُ اللهُ تَعالى يَومَ القِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الخَلائِقِ»
(3).
وعنه (ع) أيضاً:
«مَنْ حقَّر مؤمناً مسكيناً أو غيرَ مسكين لم يَزَلِ اللهُ عزّ وجلّ حاقِراً له ماقِتاً حَتّى يَرْجِعَ عَنْ مَحقَرَتِهِ إيّاهُ»
((4)).
إنّ إيذاء الناس من الصفات الممقوتة التي حرّمها
ص: 40
الإسلام، وأهاب بالمسلم أن يبتعد عنها ولا يتّصف بها.
حرّم الإسلام كأشدّ ما يكون التحريم إدخال الخوف على المسلم وإرهابه.
قال النبيّ (ص):
«مَنْ نَظَرَ إلى مُؤمنٍ نَظْرَةً ليُخيفَهُ بِها أَخافَهُ اللهُ تَعالى يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ»
(1).
وقال الإمام الصادق (ع):
«مَنْ روَّعَ مُؤمناً بِسُلْطانٍ ليُصِيبَهُ بِمَكْرُوهٍ، فَلَمْ يُصِبْهُ فَهُوَ فِي النّارِ، وَمَن رَوَّعَ مُؤمِناً بِسُلْطانٍ لِيُصِيبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ فأَصَابَهُ فَهُو مَعَ فِرْعَوْنَ وَآلِ فِرعَونَ فِي النّارِ»
(2).
وكثير من أمثال هذه الأحاديث حرّمت الإرهاب الذي يتنافى مع الإسلام، دين المحبّة والرحمة والرأفة.
ومن المسلّم أنّ الذين يمارسون الإرهاب بزرعهم
ص: 41
للعبوات الناسفة، والسيّارات المفخّخة، والاغتيالات، فإنّهم أعداء الإسلام، وأصدقاء الشيطان، وعملاء الصهيونيّة.
من العوامل المفرِّقة للجماعة الإسلاميّة، وقد حرّمه الإسلام ونهى المسلمين عنه حتّى مع أعدائهم، قال تعالى:
وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّة عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (1).
ولنستمع إلى ما اثر عن النبيّ (ص) وأوصيائه في تحريمه:
قال النبيّ (ص):
«سِبابُ المؤمنِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفرٌ، وأكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ، وَحُرْمَةُ مالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ»
(2).
وقال الإمام أبو جعفر (ع): «إنّ رجلًا من بني تميم طلب
ص: 42
من النبيّ (ص) أن يوصيه بما ينفعه، فكان ممّا أوصاه به:
«لا تَسُبّوا النّاس فَتَكْتَسِبُوا العَداوَةِ»
(1).
وحذّر الإمام الأعظم أبو جعفر الباقر (ع) من السباب قائلًا:
«ما مِن إنسانٍ يَطعَنُ في عَيْنِ مُؤْمِنٍ إلّا ماتَ بِشَرِّ مِيتَةٍ، وَكانَ قَمِناً
أن لا يَرْجِعَ إلى خَيْرٍ»
(3).
إلى غير ذلك من الأخبار التي حذّرت من السباب؛ لأنّه موجب لنشر الكراهية بين المسلمين، وتفلّل وحدتهم.
حرّم الإسلام انتقاص الإنسان المسلم والاستهانة به لصدور سيّئة أو ذنب منه، فإنّ ذلك من بواعث البغضاء، بالإضافة إلى إسقاط الشخص اجتماعيّاً. انظروا إلى ما اثر عن النبيّ (ص) في النهي عنه:
ص: 43
قال رسول الله (ص):
«مَن أذاعَ فاحِشَةً كان كَمُبْتَدئِها، وَمَنْ عَيَّرَ مُؤمِناً بِشَيْ ءٍ لَمْ يَمُتْ حَتّى يَرْكَبَهُ»
(1).
وقال الإمام الصادق (ع):
«مَنْ لَقِيَ أَخاهُ بِما يُؤَنِّبُهُ أَنَّبَهُ اللهُ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ»
(2).
إلى غير ذلك من الأخبار التي حرّمت انتقاص المسلم حفظاً على وحدة المسلمين وإبعادهم عن المستوى السحيق.
أحاط الإسلام الاخوّة الإسلاميّة بسياج واقٍ من التصدّع، وكان ممّا نهى عنه تتبّع عثرات الناس وإشاعة عيوبهم؛ لأنّه يسبّب الفتن، ويثير الكراهية والبغضاء، وقد أعلن القرآن الكريم حرمة ذلك.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي
ص: 44
الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (1).
وهذه بعض الأحاديث الناهية عنه والمحرّمة له:
قال النبيّ (ص):
«يا مَعْشَرَ مَن أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَم يُسْلِمْ بِقَلْبِهِ، لا تتّبِعُوا عَثَراتِ المُسْلِمِينَ، فإنَّه مَن تتبّعَ عَثَراتِ المُسْلِمينَ تَتَبَّعَ اللهُ عَثْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّع اللهُ عَثْرَتَهُ يَفْضَحْهُ»
(2).
وقال رسول الله (ص):
«إنَّ أسْرَعَ الخَيْرِ ثَواباً البرُّ، وإنَّ أسْرَعَ الشَرِّ عُقُوبَةً البَغْيُ، وَكَفى بِالْمَرءِ عَيْباً أنْ يُبصِرَ مِنَ النّاسِ ما يَعمى عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَأن يُعَيِّرَ النّاسَ بما لا يَسْتَطيعُ تَرْكَهُ، وَأنْ يُؤذِيَ جَلِيسَهُ بِما لا يَعنِيهِ»
(3).
أرأيتم هذا التحذير من النبيّ (ص) من تتبّع عثرات
ص: 45
الناس فإنّه من أفحش المحرّمات وأكثرها بغضاً لله تعالى ورسوله.
قال الإمام أبو جعفر الباقر (ع):
«أقربُ ما يكونُ العَبْدُ إلى الكُفرِ أن يُواخِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَلى الدّينِ فيُحصي عَلَيْهِ زَلّاتِهِ ليُعيِّرَهُ بِها يَوماً مَا»
(1).
وكثير من أمثال هذه الأحاديث عن أئمّة الهدى (ع)، وهي تحرّم وتنهى أشدّ النهي عن اقتراف هذه السيّئة التي تؤدّي إلى نشر الكراهية بين الناس.
الغيبة من المحرّمات التي تفسد العلائق الاجتماعية، وتؤدّي إلى نشر الرذيلة، وقد حرّمها الإسلام أشدّ ألوان التحريم.
قال تعالى: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
ص: 46
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (1).
ما هي الغيبة؟ الغيبة أن يذكر المسلم أخاه المسلم في غيبته وعدم حضوره بما يكرهه ويسوؤه، سواء أكان ذلك صراحةً أو كنايةً أو إشارةً، وسواء ذكر ذلك بدينه أو دنياه، بخلقه أو بخلقته، لأنّها تُثير العداوة والبغضاء، وتحطّ من قيمة الإنسان المسلم، وتهدر كرامته.
الأخبار في تحريمها:
واثرت عن النبيّ (ص) كوكبة من الأحاديث في تحريمها، وكذلك عن أئمّة التّقى (ع)، وهذه بعضها:
1- قال النبيّ (ص):
«مَن اغتابَ مُؤمناً بما فيهِ لَم يَجْمَعِ الله [عَزّ اسْمُهُ] بَيْنَهُما فِي الجَنَّة أبداً، وَمَنْ اغْتابَ مُؤْمِناً
ص: 47
بِما لَيْسَ فِيهِ فَقَد انقطعتِ العِصْمَةُ بَيْنَهُمَا، وَكانَ المُغْتابُ فِي النار خالِداً فيها وبِئْسَ المَصِيرِ»
(1).
2- خطب النبيّ (ص) خطاباً عامّاً حتّى سمعته العوائق في بيوتها، فقال في جملة من خطابه:
«يا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسانِهِ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ، لا تَغْتابُوا المُسْلِمِينَ، ولا تَتّبِعُوا عَوْراتِهِمْ، فَإنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أخِيِهِ يَتَتَبَّعُ اللُه عَوْرَتهُ حَتّى يَفْضَحَهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ»
(2).
3- وقال (ص) أيضاً:
«الغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الرَّجُلِ المسلِمِ مِنَ الآكِلَة
في جَوْفهِ»
((4)).
4- وعنه (ص) أيضاً:
«ما عُمِّرَ مَجْلِسٌ بالغيبَةِ إلّا خُرِّبَ بِالدِّينِ، فَنَزِّهُوا أسْماعَكُمْ مِن استِماعِ الغيبَةِ، فَإِنَّ القائِلَ
ص: 48
والمُستَمِعَ لَها شَريكانِ فِي الإِثْمِ»
(1).
حكت هذه الأحاديث مدى اهتمام النبيّ (ص) بتحريم الغيبة صيانةً للمسلمين من هذه الصفة السيّئة التي تفسد المجتمع وتلقيه في شرٍّ عظيم.
وعن الإمام الصادق (ع):
«مَنْ قالَ في مُؤْمِنٍ ما رَأَتْهُ عَيْناهُ، وَسَمِعَتْهُ اذُناهُ، فَهُوَ مِنَ الذينَ قالَ اللهُ عَزَّوجلَّ:
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(2)»(3).
إلى غير ذلك من الأخبار التي حفلت بها مصادر الحديث وهي تحرّم وتنهي عن الغيبة التي هي من أفحش المحرّمات.
من المحرّمات في الإسلام التي يجب تنزيه المسلمين عنها
ص: 49
هي النميمة، وهي أن ينقل شخص قول الغير إلى المقول فيه، فيقول له: فلان تكلّم فيك كذا وكذا بما يثير عواطفه، ويفسد العلاقة بينهما، وهي كما تكون بالقول تكون بالكتابة والإشارة، وغير ذلك. وقد حرّمها الإسلام لأنّها تؤدّي إلى إشعال نار الفتنة، وتسبّب الكثير من المشاكل بين الناس، وقد حرّمها القرآن الكريم، قال تعالى: هَمَّاز مَشَّاء بِنَمِيم* مَنَّاع لِلْخَيْرِ مُعْتَد أَثِيم* عُتُلّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم(1)، وقال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَة لُمَزَة(2).
وهذا التصريح في الذِّكر الحكيم بهذا الاسلوب ينمّ عن مدى حرمة النميمة وخطرها في المجتمع الإسلامي.
واثرت عن النبيّ (ص) وعن آله (ع) كوكبة من الأحاديث في حرمة النميمة، منها:
قال (ص):
«أَحَبُّكُم إِلى اللهِ تَعالَى أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً،
ص: 50
المُوطِّئُونَ أكنافاً، الَّذِينَ يَألَفُونَ ويُؤْلَفُونَ، وإنَّ أبْغَضَكُم إلى اللهِ [تَعالى] المَشّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، المُفرِّقُونَ بَيْنَ الأحِبّةِ، المُلْتَمِسُونَ لِلْبَراءِ(1) العَثَرَاتِ»
(2).
وقال (ص) لأصحابه:
«ألا أُنَبِّئُكُم بِشِرارِكُم؟
بلى، يارسول الله.
«المَشّاءُونَ بالنَّميمَةِ، المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْباغُونَ لِلْبُرَآءِ المَعايِبَ»
(3).
وعنه (ص):
«مَنْ أَشارَ عَلى مُسِلمٍ بكَلِمَةٍ ليُشِينَهُ بِها بِغَيرِ حَقٍّ شَانَهُ اللهُ تَعالى في النّارِ يَوْم القِيامَةِ»
((4)).
حكت هذه الأخبار الحرمة المشدّدة للنميمة وأنّها من موجبات العقاب في الدار الآخرة.
وأمّا الإمام الكاظم (ع) فقد حذّر من هذه الصفة
ص: 51
الذميمة التي هي من الموبقات، فقد روى محمّد بن فضيل أنّه سأل الإمام الكاظم (ع) قائلًا: جعلت فداك، الرجل من إخواني يبلغني عنه الشي ء الذي أكرهه، فأسأله عنه فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم من الثقات.
فقال له الإمام:
«يا مُحمّد، كذِّبْ سمعَكَ وبَصَرَك عن أخيكَ، فإنْ شَهِدَ عندك خمسونَ قَسامَةً
وقالَ لَكَ قَوْلًا فَصَدِّقْهُ وَكَذِّبهُم، لا تُذيعنَّ عَلَيْهِ شَيْئاً تُشِينَهُ به، وَتَهْدِم مُروءَتَهُ، فَتَكُونَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ [تَعالى]
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (2)(3).
إلى غير ذلك من الأخبار التي حرّمت النميمة التي لا تنفكّ عن الكذب والخيانة والإفساد بين الناس.
ص: 52
نهى الإسلام عن التفاخر بالأنساب؛ لأنّه من أسباب التناحر وتصديع الاخوّة الإسلاميّة، فالناس في شريعة الإسلام سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحد على أحد إلّا بالتقوى- كما في الحديث الشريف- وقد تظافرت الأخبار عن أئمّة أهل البيت (ع) في النهي عنه، فقد قابل عقبة بن بشير الأسدي الإمام أبي جعفر (ع)، وأخذ يعرّفه نفسه، وأنّه من شخصيّات العرب البارزين قائلًا له:
«أنا عقبة بن بشير الأسدي، وأنا في الحسب الضخم من قومي».
وكره الإمام هذا الإطراء والتبجيل، فقال له:
«ما تَمُنُّ علينا بحسَبِكَ إنَّ اللهَ رَفَعَ بِالإيمانِ مَن كانَ النّاسُ يُسَمّونَهُ وَضيعاً إذا كانَ مُؤْمِناً وَوَضَعَ بِالْكُفْرِ مَن كانَ النّاسُ يُسَمُّونَهُ شَرِيفاً إِذا كَان كَافراً فَلَيْسَ لأَحَدٍ
ص: 53
فَضْلٌ على أحدٍ إلّا بِالتَقْوى»
(1).
إنّ الإسلام ميّز المؤمنين والمتحرّجين في دينهم، وفضّلهم على غيرهم، وإن كانوا مغمورين في أنسابهم، ولم تكن لهم منزلة اجتماعية قبل الإسلام، كعمّار بن ياسر وعبدالله بن مسعود وبلال، كما حطَّ من شأن الكافرين والطّغاة والجبابرة أمثال: أبي سفيان وأبي جهل وأبي لهب، وقد كانت لهم منزلة مرموقة في الجاهليّة، فلم يحفل بها الإسلام، وجعل أساس التفوّق بالتقوى والعمل الصالح.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن مكوّنات الاخوّة الإسلاميّة ومقوّماتها ومفرّقاتها التي تعصف بها، وقد استندت هذه البحوث إلى ما اثر عن أئمّة المسلمين، ودعاة الله تعالى في أرضه ليعتبر بها المسلمون في هذه الأجواء الرهيبة القاتمة التي عمد فيها من لا حريجة له في الدِّين إلى إثارة النعرات الطائفية، وتمزيق وحدة المسلمين، وتصديع شملهم، وبثّ
ص: 54
الفتن فيما بينهم، وتكفير من دان بالولاء لآل محمّد (ص)، عدلاء الذِّكر الحكيم، وسُفن نجاة هذه الامّة.
إنّ أعظم ما مُني به وطننا الغالي هذه الأحداث الجسام التي حلّت به، والتي أرعبت أبناء الرافدين، وتركتهم يموجون في تيّارات مذهلة من الفزع والخوف، كلّ ذلك من أجل أطماعهم الرخيصة، وأهوائهم الفاسدة للسيطرة على الحكم، ونهب خيرات البلاد.
وإنّا نتضرّع إلى الله تعالى، ونلجأ إليه أن ينقذ المسلمين ممّا دُبِّر لهم من الفتن، ويحميهم من هذا الشرّ الذي أحاط بهم.
إنّه تعالى وليّ ذلك والقادر عليه.(1)
ص: 55
[1] ( 1) اصول الكافي: 2/ 25، الحديث 1.
[2] ( 1) اصول الكافي: 2/ 24، الحديث 1.
[3] ( 1) الحكم الجعفريّة: 42.
[4] ( 1) اصول الكافي: 2/ 166، الحديث 3. الاختصاص: 21
[5] ( 2) الاختصاص: 21.
[6] ( 1) الكافي: 2/ 47، الحديث 1.
[7] ( 1) حياة الإمام الصادق*: 4/ 373
[8] ( 2) حياة الإمام الصادق*: 4/ 373.
[9] ( 1) الخصال: 319.
[10] ( 1) الخصال: 319. الكافي: 2/ 169، الحديث 2، باختلاف
[11] ( 2) الحكم الجعفريّة: 58
[12] ( 3) الحكم الجعفريّة: 59.
[13] ( 1) اصول الكافي: 2/ 175، الحديث 1
[14] ( 2) اصول الكافي: 2/ 175، الحديث 4.
[15] ( 1) اصول الكافي: 2/ 175، الحديث 3.
[16] ( 1) اصول الكافي: 2/ 179، الحديث 16
[17] ( 2) اصول الكافي: 2/ 175، الحديث 2.
[18] ( 1) الوسائل: 16/ 346، اصول الكافي: 2/ 186، الحديث 2.
[19] ( 1) اصول الكافي: 2/ 194، الحديث 9
[20] ( 2) اصول الكافي: 2/ 195، الحديث 10.
[21] ( 1) اصول الكافي: 2/ 198، الحديث 9.
[22] ( 1) اصول الكافي: 2/ 189، الحديث 4
[23] ( 2) اصول الكافي: 2/ 189، الحديث 6.
[24] ( 1) اصول الكافي: 2/ 199، الحديث 3
[25] ( 2) اصول الكافي: 2/ 200، الحديث 5.
[26] ( 1) اصول الكافي: 2/ 200، الحديث 4.
[27] ( 1) اصول الكافي: 2/ 345، الحديث 5
[28] ( 2) اصول الكافي: 2/ 331.
ص: 56
[29] ( 1) اصول الكافي: 2/ 344، الحديث 1.
[30] ( 1) اصول الكافي: 2/ 366.
[31] ( 1) وسائل الشيعة- كتاب الحجّ: 12- 272، اصول الكافي: 8/ 102، الحديث 73
[32] ( 2) الأحزاب 33: 58.
[33] ( 1) الجامع الصغير: 2/ 573
[34] ( 2) اصول الكافي: 2/ 234
[35] ( 3) اصول الكافي: 2/ 353، الحديث 9
[36] ( 4) اصول الكافي: 2/ 351، الحديث 4.
[37] ( 1) اصول الكافي: 2/ 368، الحديث 1
[38] ( 2) اصول الكافي: 2/ 368، الحديث 2.
[39] ( 1) الأنعام 6: 108
[40] ( 2) اصول الكافي: 2/ 359- 360، الحديث 2.
[41] ( 1) اصول الكافي: 2/ 360، الحديث 3
[42] ( 2) جديراً وأهلًا
[43] ( 3) اصول الكافي: 2/ 361، الحديث 9.
[44] ( 1) اصول الكافي: 2/ 356، الحديث 3
[45] ( 2) اصول الكافي: 2/ 356، الحديث 4.
[46] ( 1) النور 24: 19
[47] ( 2) اصول الكافي: 2/ 355، الحديث 4
[48] ( 3) اصول الكافي: 2/ 459- 460، الحديث 1.
[49] ( 1) اصول الكافي: 2/ 355، الحديث 6.
[50] ( 1) الحجرات 49: 12.
[51] ( 1) الأمالي: 162- 163، الحديث 163
[52] ( 2) جامع السعادات: 2/ 298
ص: 57
[53] ( 3) الآكلة: مرض خبيث يتآكل لحم الجسم بسببه وتخصيصه بالجوف ربّما لأنّه أكثر أذىً وأسرع قتلًا
[54] ( 4) اصول الكافي: 2/ 341، الحديث 1.
[55] ( 1) مستدرك الوسائل: 9/ 121، الحديث 32
[56] ( 2) النور 24: 19
[57] ( 3) اصول الكافي: 2/ 341، الحديث 3.
[58] ( 1) القلم 68: 11- 13
[59] ( 2) الهمزة 104: 1.
[60] ( 1) جمع البري ء، وهو الخالي عمّا قيل فيه من عيب أو نُقِل عنه من كلام
[61] ( 2) مستدرك الوسائل: 9/ 150
[62] ( 3) اصول الكافي: 2/ 274
[63] ( 4) كشف الريبة: 42.
[64] ( 1) القسامة: الشاهد
[65] ( 2) النور 24: 19
[66] ( 3) الكافي: 8/ 147.
[67] ( 1) اصول الكافي: 2/ 328، الحديث 3.
[68] باقر شريف القرشي، الأخوة الإسلامية في منظار أئمة أهل البيت عليهم السلام، 1جلد، نشر مشعر - تهران، چاپ: 1، تابستان 1386.